بقلم د. منال عمادالدين
هل سبق وعانيت من ارتجاع المريء؟ إذا كانت إجابتك نعم، فقطعا لديك الكثير من المعلومات عن ادوية ارتجاع المريء ، وبالطبع تناولت العديد منها حتى شفيت من ارتجاع المرئ.
وإذا كانت إجابتك لا، فدعني أعرض عليك معلومات هامة تفيدك في معرفة أعراض ارتجاع المريء، وأهم ادوية ارتجاع المرئ، وأيضا كيفية علاج السعال الناتج عن ارتجاع المرئ.
ما هو ارتجاع المريء؟
أليس الارتجاع لغة هو رجوع الشيء في عكس مساره الطبيعي؟!
ومن الناحية التشريحية، يُبلَع الطعام من الفم في اتجاه البلعوم، الذي ينقبض بحركة مستمرة لدفع الطعام للأسفل ليدخل المريء، الذي يمثل ممرا هو الآخر يدفع الطعام عن طريق سلسلة من الانقباضات المتتالية- تسمى الحركة الدودية- نحو المعدة.
إذا فالمقصود من لفظ ارتجاع المريء هو رجوع جزء من السائل المعدي (الحمض المعدي) في اتجاه المريء، فيما يعرف ب “قلس الحمض”، أو “الارتجاع المعدي المريئي”.
طبقا للإحصاءات فإن ما يقرب من 20% من البشر يعانون من ارتجاع المرئ بدرجات متفاوتة، ومعظمهم بحاجة لاستعمال ادوية ارتجاع المرئ.
ما هي الأسباب المؤدية لحدوث الارتجاع المعدي المريئي؟
للوقوف على أسباب ارتجاع المريء؛ ينبغي معرفة الوضع الطبيعي أولا، لتحديد الخلل.
يحتوي المريء عند نهايته وتحديدا في نقطة اتصاله بالمعدة على عضلة دائرية قوية، تسمى العضلة العاصرة.
الوضع الطبيعي للمريء أن تغلق العضلة العاصرة السفلية بشكل مستمر إلا عند بلع الطعام، وذلك لمنع ارتجاع الحمض المعدي والسوائل إلى المريء، لكن في حالة الارتجاع المعدي المريئي يحدث خلل في هذه الحركات الدقيقة، فيسهل رجوع الحمض المعدي والسوائل الموجودة بالمعدة إلى المريء مرة أخرى وتحدث مشكلات ارتجاع المريء.
الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث ارتجاع المريء:
- ضعف أو ارتخاء العضلة العاصرة التي تربط نهاية المريء بالمعدة.
- خلل في حركة انقباضات المريء.
- بطء حركة المريء.
- وجود خلل في الغشاء المخاطي المبطن لجدار المريء؛ مما يسبب حدوث الضرر بخلايا جدار المريء أثناء بلع الطعام.
- التحسس تجاه بعض الأطعمة.
- بطء في حركة المعدة؛ مما يسبب طول بقاء الطعام بالمعدة وزيادة احتمالية ارتجاع المريء.
ما هي الأعراض التي يشك معها الفرد في وجود ارتجاع المريء؟
يسبب ارتجاع المريء عدد من الأعراض، التي تتشابه أحيانا مع أمراض أخرى ويعيق التشخيص السليم بعض الشيء ويؤخر تناول ادوية ارتجاع المرئ.
أعراض الجهاز الهضمي:
- الشعور المزعج بالحرقة أعلى منطقة الصدر.
يعد أهم أعراض ارتجاع المريء، وقد يتحرك الألم لأعلى في اتجاه الرقبة، ويسمى غالبا حرقة الفؤاد أو حرقة المعدة، وقد يتشابه هذا العرض مع بعض أعراض أمراض القلب.
- الشعور بارتجاع بعض السوائل من المعدة إلى الفم.
- الشعور بطعم لاذع أو مر في الفم باستمرار.
- صعوبة في البلع.
أعراض الجهاز التنفسي:
- صعوبة في التنفس تشبه أعراض مرض الربو.
- السعال الجاف.
- رائحة سيئة للنفس.
- وجود بلغم عالق بالحلق يصعب خروجه.
ارتجاع المريء والسعال المزمن.
وجد أن هناك علاقة معقدة بين الارتجاع المريئي والربو!
إذ إن 25 -80% من مرضى الربو مصابون أيضا بالارتجاع المريئي!
لا يوجد تفسير واضح للعلاقة القوية بين الارتجاع المريئي والربو أو السعال الجاف المزمن بشكل أوضح.
- ترجح إحدى النظريات أن تكرار ارتجاع الحمض المعدي في المريء يتسبب في وصول الحمض إلى البلعوم (القناة التي تعلو المريء، وهي قناة مشتركة بين الجهازين الهضمي والتنفسي)، فيحدث التهاب في البلعوم، وهذا بدوره يسبب حدوث السعال.
ومع زيادة الارتجاع قد يصل الالتهاب للحنجرة، وتلتهب طبقة المخاط المبطنة للقناة التنفسية المؤدية للرئتين، مما يؤدي إلى الأعراض التنفسية الصعبة مثل صعوبة التنفس وحدوث السعال المزمن.
بالإضافة إلى أن كثرة تعرض ممرات الهواء للحامض المعدي يؤدي إلى زيادة تحسسها تجاه المواد المختلفة كالأتربة والغبار وحبوب اللقاح؛ مما يسبب ما يسمى حساسية الصدر والسعال المزمن.
- والاحتمال الآخر للعلاقة بين ارتجاع المريء والسعال، هو نظرية رد الفعل (Reflex).
بمعنى أن ارتجاع الحمض المعدى في المريء والحلق، يدفع المجرى التنفسي للانقباض؛ لمنع دخول السائل المعدي فيه، وهذا الانقباض يتسبب في حدوث الأعراض التنفسية المرتبطة بالارتجاع مثل السعال وضيق التنفس.
أثبتت إحدى الدراسات أن ما يقارب 25% من حالات السعال المزمن هي في الأساس ناتجة عن ارتجاع المريء.
وأهم ما يعيق التشخيص السليم لهذا النوع من السعال، أنه في الغالب يكون غير مصحوب بالأعراض التقليدية لارتجاع المريء، فنجد المريض يعاني فقط من السعال الجاف غير المستجيب لأدوية السعال العادية لفترات طويلة، ونلاحظ تحسن السعال عند استخدام ادوية ارتجاع المرئ.
ما هي أهم العلامات المميزة للسعال الناتج عن ارتجاع المريء؟
- يحدث غالبا بعد تناول الطعام، أو أثناء الليل.
- يلازمك هذا النوع من السعال أثناء الاستلقاء، بينما يختفي أثناء الوقوف أو الجلوس.
- استمرار الكحة لفترات طويلة دون وجود سبب واضح لها مثل التدخين أو مشاكل الرئة أو تناول أدوية الضغط التي تسبب السعال.
- ظهور الرئتين والمجرى التنفسي بشكل سليم تماما أثناء الفحص بالأشعة السينية.
ادوية ارتجاع المريء
يوجد عدد من الخطط العلاجية المتبعة لعلاج ارتجاع المريء، منها العلاج عن طريق تغيير بعض العادات الصحية، وبالطبع هناك الكثير من ادوية ارتجاع المرئ، وكذلك الحل الجراحي الذي نلجأ إليه عند فشل الحلول الأخرى.
العادات الصحية اللازمة لعلاج ارتجاع المريء.
للتخلص من أعراض ارتجاع المريء ننصحك بتغيير نظامك الغذائي.
عليك تجنب كل من:
- الأطعمة الغنية بالدهون، والأطعمة الحارة، والمشروبات الكحولية، والنعناع.
إذ وجد أنها تضعف انقباض العضلة العاصرة.
بالإضافة إلى أن الأطعمة الدهنية تبقى في المعدة لفترة طويلة؛ مما يسبب حدوث الارتجاع.
- الوجبات الكبيرة.
نظرا لبقائها فترة طويلة بالمعدة، بالإضافة إلى أنها تملأ المعدة وتضغط على العضلة العاصرة مما يؤدي لحدوث الارتجاع.
- المشروبات المحتوية على الكافيين كالقهوة والشاي.
إذ تقلل هذه المشروبات من حركة التمعج (انقباضات القناة الهضمية) التي تتسبب في حركة الطعام بشكل سليم؛ مما يسبب زيادة فرص حدوث الارتجاع والشعور بالحموضة.
- الأطعمة المحتوية على الطماطم، والمشروبات الغازية.
لأنها تزيد من إفراز الحمض المعدي.
- التدخين.
لأنه يزيد من أعراض الارتجاع.
بعض النصائح التي يجب مراعاتها قبل استخدام ادوية ارتجاع المرئ.
- من الضروري أن تخفض وزنك.
- تجنب الاستلقاء مباشرة بعد تناول الطعام، خاصة الوجبات الكبيرة.
- يجب رفع الجذع بزاوية لا تقل عن 30 درجة أثناء النوم.
ما هي ادوية ارتجاع المرئ؟
إن لم تشعر بتحسن الأعراض بعد اتباع هذه النصائح، فعليك استشارة الطبيب لتناول ادوية ارتجاع المرئ.
تنقسم ادوية ارتجاع المرئ إلى ثلاث فئات رئيسية هم:
- مضادات الحموضة.
- مضادات مستقبلات الهيستامين 2.
- مثبطات مضخة الهيدروجين.
- مضادات الحموضة.
في حالات ارتجاع المريء البسيطة قد تشعرك مضادات الحموضة بالتحسن.
يعتمد عملها على معادلة حموضة المعدة؛ فتقل حدة الأعراض.
أهم مميزاتها سرعة المفعول، فتشعر بالتحسن في خلال دقائق من تناولها.
ولكنها بالطبع لن تعالج المريء الملتهب بفعل الارتجاع.
أخطر عيوب مضادات الحموضة أن الإكثار من تناولها يزيد حدة ارتجاع المريء!
إذ تزيد المعدة من إنتاج الحمض؛ كرد فعل لمعادلة الحمض الموجود بها بفعل الأدوية، وتتفاقم المشكلة.
- مضادات مستقبلات الهيستامين 2 (H2 receptor blockers).
في حالة عدم وجود نتيجة مُرضية من استخدام مضادات الحموضة؛ نذهب للحل العلاجي رقم اثنين وهو الأدوية التي تقلل إنتاج الحمض المعدي وتسمى مضادات مستقبلات الهيستامين 2.
تساعد مضادات مستقبلات الهيستامين 2 على علاج مشكلات تآكل جدار المريء في 50% من الحالات.
أبطأ في المفعول عن مضادات الحموضة، ولكن يستمر مفعولها لفترة أطول، فقد تستمر نتائجها حتى 12 ساعة.
- مثبطات مضخة الهيدروجين (PPIs).
هذه الأدوية هي الأقوى في تقليل إنتاج الحمض المعدي.
تساعد مثبطات مضخة الهيدروجين في علاج أعراض الارتجاع بشكل كبير، بالإضافة إلى دورها في علاج التهاب المريء الحاصل بسبب الارتجاع.
ادوية ارتجاع المرئ التي تحسن انقباض العضلة العاصرة.
- عقار الباكلوفين لعلاج ارتجاع المريء.
وجد أن الباكلوفين (باسط للعضلات) يزيد من ضغط عضلة المريء العاصرة السفلية التي تربطه بالمعدة، ويقلل من مرات حدوث الارتجاع بنسبة 40%.
في بعض الحالات الصعبة ينصح بالدمج بين مثبطات مضخة الهيدروجين مثل أوميبرازول (لتقليل إفراز الحمض المعدي)، مع الباكلوفين (لتنظيم انقباض العضلة العاصرة)؛ ومن ثم الحصول على نتائج أفضل.
.
الأدوية التي تعالج التهاب المريء.
- عقار سوكرالفات (Sucralfate).
يستخدم لعلاج الالتهابات الموجودة بجدار المريء والناتجة عن الارتجاع المستمر.
يعتمد عمل سوكرالفات على قدرته على الاتصاق بالمناطق الملتهبة من الغشاء المخاطي المبطن لجدار المريء، ويحميه من التعرض للحمض المعدي والإنزيمات الهاضمة التي تزيد الأمر سوءا.
من الواضح من آلية عمل سوكرالفات أنه يعالج الالتهابات الحادثة فقط، ولا يمنع حدوث الارتجاع؛ هو فقط يعالج الآثار السيئة التي يسببها الارتجاع.
لذا يجب أن يستخدم السوكرالفات بجانب ادوية ارتجاع المرئ الأخرى التي تحدثنا عنها قبل قليل.
ينصح بفصل تناول السوكرالفات عن أي أدوية أخرى بفترة زمنية لا تقل عن ساعتين؛ لأنه يعمل داخل المعدة والقناة الهضمية بشكل موضعي ولا يتم امتصاصه، ويمنع امتصاص الأدوية.
كبسولات ارتجاع المرئ
- كبسولات الزنجبيل لعلاج ارتجاع المريء.
الزنجبيل من الأعشاب المفيدة للجهاز الهضمي وله فوائد مهدئة للمعدة، ومنظمة لحركة القناة الهضمية.
ويتوفر الزنجبيل كمستحضر علاجي يمكن استخدامه في صورة كبسولات ارتجاع المرئ؛ لأنه يساعد على ضبط معدل إنتاج الحمض المعدي.
علاج السعال الناتج عن ارتجاع المرئ.
ذكرنا في أعراض الارتجاع أنه يسبب السعال المزمن الذي لا يستجيب لأدوية السعال التقليدية.
فما هو علاج السعال الناتج عن ارتجاع المرئ إذا؟!
بما أن السعال يحدث بسبب الارتجاع؛ فبالطبع يكمن علاجه في علاج الارتجاع.
عند التزامك بتناول ادوية ارتجاع المرئ، بالإضافة للالتزام بتغيير العادات الغذائية التي وضحناها؛ ستلاحظ اختفاء السعال المزعج.
من الممكن استعمال بعض العلاجات الملطفة للقناة الهضمية مثل جافيسكون، الذي يحتوي على مضادات الحموضة في شكل منتج رغوي يلطف التهاب الحلق والمريء ويقلل الشعور بالحرقة، ويهدئ السعال.
علاج بلغم ارتجاع المرئ
كما ذكرنا في الأعلى فإن من الأعراض التنفسية التي تحدث بسبب ارتجاع المريء وجود البلغم باستمرار نتيجة للالتهاب الحادث بالغشاء المخاطي للحلق والحنجرة.
ويكون علاج بلغم ارتجاع المرئ هو نفسه ادوية ارتجاع المرئ؛ فبمجرد زوال السبب يزول العرض.
ينصح دائما أثناء علاج بلغم ارتجاع المرئ بالاستمرار على استعمال مثبطات مضخة الهيدروجين لفترة لا تقل عن الشهرين، حتى تتحسن الأعراض بشكل ملحوظ.
متى يمكنك القول بأنك شفيت من ارتجاع المرئ؟
ستشعر بأنك شفيت من ارتجاع المرئ بعد فترة لا تقل عن شهرين أو ثلاثة أشهر من الالتزام بالعادات الغذائية الصحية التي ذكرناها، إلى جانب التزامك بتناول ادوية ارتجاع المرئ التي وصفها لك الطبيب، ستلاحظ بالتأكيد اختفاء الأعراض المزعجة التي كانت تلاحقك ليل نهار، وتشعر بتحسن كبير في صحتك بشكل عام.
The post ادوية ارتجاع المريء: أسماء الأدوية والكبسولات المستخدمة في العلاج appeared first on جميلتي.
https://jamilty.com/%d8%a7%d8%af%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d8%b1%d8%aa%d8%ac%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d9%8a%d8%a1/
