الفرق بين حساسية الحليب وحساسية اللاكتوز وعلاقتهم بمناعة الجسم

بقلم د. وئام البنا
الفرق بين حساسية الحليب وحساسية اللاكتوز

أعاني منذ مدة طويلة اضطرابات شديدة بجهازي الهضمي كلما تناولت الحليب. لا يمر يوم بدون أن أشعر بآلام في المعدة، وإمساك أو إسهال، بالإضافة إلى الغازات المستمرة. إلى متى تستمر معاناتي؟ عزيزي القارئ، نتحدث اليوم عن الفرق بين حساسية الحليب وحساسية اللاكتوز، وأعراضهما، ووسائل العلاج المختلفة.

الفرق بين حساسية الحليب وحساسية اللاكتوز

تعد حساسية اللبن أو الحليب رد فعل مناعي لأحد البروتينات العديدة الموجودة في حليب الحيوان. ينتج عن بروتين alpha S1-casin غالبًا الموجود في حليب البقر.

يحدث خلط حول الفرق بين حساسية الحليب وحساسية اللاكتوز أحيانًا، لأنهما يتشاركان نفس الأعراض. تحدث حساسية اللاكتوز عندما يفتقر الشخص إلى إنزيم (اللاكتاز) المسؤول عن أيض اللاكتوز أو سكر الحليب في الأمعاء.

يعد حليب البقر السبب الرئيس لحساسية الحليب لدى الأطفال الصغار، وواحد من ثمانية أطعمة مسؤولة عن 90 % من حساسية الأطفال. 

  أعراض حساسية الحليب 

يكون رد فعل الأطفال المصابين بحساسية الحليب بطيئًا في كثير من الأحيان. هذا يعني أن الأعراض تظهر تدريجيًا، من عدة ساعات إلى أيام لاحقة. تشمل الأعراض المرتبطة برد الفعل التحسسي البطيء ما يلي:

  • مغص.
  • براز رخو (ربما يحتوي على دم أو مخاط).
  • إسهال.
  • طفح جلدي.
  • سعال متقطع.
  • سيلان الأنف أو التهاب الجيوب الأنفية.
  • فشل في النمو (بطء في زيادة الوزن أو الطول).

ربما تشمل الأعراض التي تحدث بسرعة (في غضون ثوانٍ إلى ساعات) ما يلي:

  • أزيز في الصدر.
  • قيء.
  • قشعريرة.

من الممكن أن يعاني الطفل المصاب بحساسية اللبن رد فعل خطير يُعرف باسم صدمة الحساسية أو الصدمة التأقية، التي ربما تؤدي إلى تورم الحلق والفم، وانخفاض ضغط الدم، وصعوبة التنفس. يمكن أن تؤدي أيضًا إلى سكتة قلبية. تتطلب الحساسية المفرطة عناية طبية فورية ويمكن علاجها باستخدام الإبينفرين (EpiPen).

حساسية الحليب في الأطفال والرضع 

تُكتشف في وقت مبكر جدًا في عمر ثلاثة أشهر غالبًا. تعد الرضاعة الطبيعية من أفضل الطرق لتجنب الحساسية. توجد أيضًا تركيبات حليب للأطفال الذين يصابون بحساسية الحليب.

حليب الثدي

توفر الرضاعة الطبيعية أفضل مصدر للمواد الغذائية للطفل، وتساعده على مقاومة جسمه لبعض أنواع الحساسية.

لكن الأم التي تشرب حليب البقر تنقل بروتين مصل ألفا S1 وبروتين مصل اللبن إلى طفلها من خلال حليب ثديها. ربما يسبب هذا رد فعل لدى الطفل المصاب بالحساسية. 

الجدير بالذكر أن الأطفال الذين يرضعون من الثدي يعانون الحساسية والالتهابات خلال السنة الأولى أقل من أولئك الذين يعطون حليبًا صناعيًا.

يوصي معظم الأطباء بالرضاعة الطبيعية مدة ستة أشهر على الأقل من حياة الطفل، لمساعدة الطفل على تجنب الحساسية.

قد يهمك اعراض حساسية الالبان عند الرضع كيف تتجنبيها؟ وطرق التعامل معها

تركيبة للأطفال الذين يعانون حساسية الحليب

يوصي معظم أطباء الأطفال بتركيبات تعتمد على فول الصويا مع فيتامينات ومعادن مضافة للأطفال الذين يعانون حساسية الحليب.

إذا لم تتحسن الأعراض بعد التحول إلى فول الصويا، فإن التركيبات المضادة للحساسية متاحة، إذ تُكسر فيها البروتينات بحيث تقل احتمالية تسببها في حدوث حساسية.

حساسية اللاكتوز

تعد حساسية اللاكتوز أمرًا شائعًا جدًا؛ إذ يُعتقد أنها تؤثر في حوالي 75٪ من سكان العالم.

تمثل اضطرابًا في الجهاز الهضمي ناتج عن عدم القدرة على هضم اللاكتوز، الذي يمثل الكربوهيدرات الرئيسة في منتجات الألبان.

يمكن أن تسبب أعراضًا مختلفة مثل الانتفاخ والإسهال وتشنجات البطن.

لا ينتج الأشخاص الذين يعانون حساسية اللاكتوز ما يكفي من إنزيم اللاكتيز اللازم لهضم اللاكتوز.

يعد إنزيم اللاكتاز ضروريًا لتكسير اللاكتوز إلى جلوكوز وجلاكتوز، ومن ثم يُمتصا في مجرى الدم ويُستخدما في الطاقة.

يتحرك اللاكتوز عبر أمعائك غير مهضوم، ويسبب أعراضًا في الجهاز الهضمي. 

يوجد اللاكتوز أيضًا في حليب الأم. يولد الجميع تقريبًا ولديهم القدرة على هضمه. من النادر جدًا ملاحظة حساسية اللاكتوز لدى الأطفال دون سن الخامسة.

أسباب حساسية اللاكتوز

هناك نوعان رئيسان من حساسية اللاكتوز، ولهما أسباب مختلفة.

حساسية اللاكتوز الأولية

تعد حساسية اللاكتوز الأولية الأكثر شيوعًا. تحدث بسبب انخفاض إنتاج اللاكتاز مع تقدم العمر، فيصبح امتصاص اللاكتوز ضعيفًا.

ربما يكون هذا النوع من حساسية اللاكتوز ناتجًا عن الجينات.

حساسية اللاكتوز الثانوية

تعد حساسية اللاكتوز الثانوية أمرًا نادرًا، وتنتج عن مشكلات صحية مثل اضطرابات المعدة أو مشكلة أكثر خطورة مثل مرض الاضطرابات الهضمية (Celiac disease). 

ما هي أعراض حساسية اللاكتوز؟

يمكن أن تسبب حساسية اللاكتوز مشكلات هضمية شديدة. نذكر هنا بعض أعراضها الأكثر شيوعًا:

  • الانتفاخ.
  • المغص.
  • الغازات.
  • الإسهال.

يعاني بعض الأشخاص أيضًا الحاجة الملحة للذهاب إلى المرحاض، والغثيان والقيء وألم في أسفل البطن وأحيانًا الإمساك.

يحدث الإسهال بسبب عدم هضم اللاكتوز في الأمعاء الدقيقة، فيتخمر بمجرد وصوله إلى القولون من خلال البكتيريا الموجودة في أمعائك، مما يؤدي إلى تكوين أحماض وغازات تسبب الانتفاخ وآلام البطن.

يمكن لمعظم الأشخاص الذين يعانون حساسية اللاكتوز تحمل كميات صغيرة من اللاكتوز مثل تحمل كمية قليلة من الحليب في الشاي.

أظهرت الأبحاث أن عديدًا من الأشخاص الذين يعانون حساسية اللاكتوز يمكنهم تحمل ما يصل إلى 12 جرامًا من اللاكتوز خلال مرة واحدة، أي ما يعادل الكمية الموجودة في كوب واحد (230 مل) من الحليب تقريبًا.

يسبب الزبادي ظهور أعراض أقل لدى الأشخاص الذين يعانون حساسية اللاكتوز مقارنةً بأنواع الألبان الأخرى.

الفرق بين حساسية الحليب وحساسية اللاكتوز في التشخيص

يستطيع الأطباء غالبًا التمييز بين النوعين من خلال التاريخ المرضي والأعراض، لكن يصعب الأمر أحيانًا، فتُجرى عدة اختبارات منها: 

  • اختبار تنفس الهيدروجين

 يُنتج اللاكتوز غير المهضوم نسبة عالية من غاز الهيدروجين في أنفاسك. يستطيع الأطباء قياس هذه النسبة وتشخيص حساسية اللاكتوز بعد تناول المشروبات المحتوية على اللاكتوز.

  • اختبار حموضة البراز

يزيد اللاكتوز غير المهضوم نسبة الأحماض في البراز. يستخدم الأطباء هذا الاختبار لتشخيص حساسية اللاكتوز عند الأطفال الصغار.

  • اختبار حساسية الأغذية

 إذا شك الطبيب في وجود حساسية الحليب لديك، ربما يرسلك إلى طبيب متخصص في فحص الجلد أو تؤخذ عينة من دمك  لإجراء اختبار الحساسية في المختبر.

علاج حساسية اللاكتوز

إذا كنت لا ترغب في التخلي عن منتجات الألبان، فهناك بعض العلاجات الطبيعية التي يمكن أن تساعدك.

مكملات الإنزيمات

تساعد مكملات الإنزيمات على هضم اللاكتوز. يمكن ابتلاعها أو إضافتها إلى الأطعمة والمشروبات. لكن فاعليتها تختلف من شخص لآخر.

التعرض للاكتوز

إذا كنت تعاني حساسية اللاكتوز، فإن إدخال اللاكتوز بانتظام في نظامك الغذائي يمكن أن يساعد جسمك على التكيف معه. أظهرت الدراسات الأولية لهذا الأمر بعض النتائج الإيجابية.

البروبيوتيك والبريبايوتكس

البروبيوتيك كائنات دقيقة توفر كثيرًا من الفوائد صحية عند تناولها، بينما البريبايوتكس أنواع من الألياف تمثل غذاءً لهذه البكتيريا. أي أنها تغذي البكتيريا المفيدة الموجودة بالفعل في أمعائك.

ثبت علميًا أن كل من البروبيوتيك والبريبايوتكس يقللان أعراض حساسية اللاكتوز.

يُعتقد أن Bifidobacteria أحد أكثر أنواع البروبيوتيك فائدة، وتوجد في الزبادي. 

عزيزي القارئ، آمل أن أكون أجبت على تساؤلاتك عن الفرق بين حساسية الحليب وحساسية اللاكتوز. يتجاهل كثير منا اضطرابات الجهاز الهضمي ويظنها أمرًا معتادًا، لكن ربما يتعلق الأمر بحساسية الحليب أو حساسية اللاكتوز. استشر طبيبكِ فحسب، فعنده  التفسير والعلاج

The post الفرق بين حساسية الحليب وحساسية اللاكتوز وعلاقتهم بمناعة الجسم appeared first on جميلتي.

https://jamilty.com/%d8%ad%d8%b3%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84%d9%8a%d8%a8-%d9%88-%d8%ad%d8%b3%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a7%d9%83%d8%aa%d9%88%d8%b2/

شارك هذه الصفحة وتابعنا على صفحاتنا الرسمية
شارك الموضوع →
تابعنا →
إنشر الموضوع →